من عائلة مكية عريقة ولها إسهامات وطنية عديدة فوالده الشيخ عبد الله كامل عمل لما يزيد عن أربعين عاماً في ديوان المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز طيب الله ثراه، أما جده الشيخ محمد كامل فقد كان من كبار علماء الحرم المكي الشريف.
ولد صالح كامل في صيف عام 1941، وعاش في كنف أسرته المكونة من أربع اخوة ذكور وثلاث أخوات في بيت متواضع في أحد أحياء مكة المكرمة، حيث التحق في طفولته بالكُتّاب ثم انضم إلى المدرسة وواصل دراسته فيها وحصل على الثانوية العامة التي أهلته للالتحاق بكلية ادارة الأعمال في جامعة الملك سعود بالرياض.
عشق العمل في التجارة منذ نعومة أظفاره، فكان يبيع البليلة وبعض الألعاب التي يصنعها بنفسه لأطفال الحارة. كان يعمل في موسم الحج في مهنة الطوافة التي يتقنها المكيون جيلاً بعد جيل، فكان موسم الحج من الفترات التي يكسب فيها النقود وكان يدخرها لاستثمارها مستقبلاً في أعمال أخرى لاحقاً.
كبر طموحه معه أثناء سنوات الدراسة فأصبح يشتري الملابس الرياضية والأدوات الكشفية ويذهب إلى المدارس لبيعها على الطلاب. وفي المرحلة الجامعية ابتكر طريقة لطباعة وتصوير المذكرات الجامعية وافتتح محلاً صغيراً بجوار الجامعة ليقوم بهذا النشاط وبيع المذكرات لزملائه الطلاب.
عقب تخرجه من الجامعة تم تعيينه في وزارة المالية لمدة عشر سنوات تعرف خلالها على الجوانب الاقتصادية والفرص المتاحة للتطوير في المملكة خلال تلك الحقبة، فأنشأ مؤسسة دله في مكتب صغير بالرياض سنة 1969.
حقق نجاحات في مجال الصيانة والتشغيل وقدم عطاءات مختلفة للصيانة والتشغيل لمشاريع حكومية منها على سبيل المثال:
- مشروع البريد الطواف بين مختلف مدن المملكة بالتعاقد مع وزارة البريد والبرق والهاتف
- تشغيل الأجهزة الكهربائية والميكانيكة بميناء جدة البحري – ميناء الملك عبدالعزيز فيما بعد
- مشاريع نظافة الحرمين الشريفين
- التعاقد على مشروع نظافة مدينة جدة
- صيانة وتشغيل شبكات المجاري في معظم المدن
- تشغيل مراكز الحدود في الخفجي وحالة عمار
- صيانة وتنظيف وتشغيل مجمع الدوائر الحكومية بالمدينة المنورة
- صيانة وتشغيل الإشارات الضوئية المرورية في مختلف مدن المملكة
- إقامة وإدارة وتشغيل مدارس قيادة السيارات بمدينتي الرياض وجدة ثم المدن الأخرى لاحقاً
- تنفيذ مجموعة من المشاريع لمصلحة الإرصاد الجوي
له مساهمات كبيرة في المجال الإعلامي حيث أسس في بداية السبعينات شركة انتاج اعلامي وتوسعت أعماله في هذا المجال خلال السنوات اللاحقة وصولاً إلى عصر الفضائيات حيث شارك في إطلاق قناة MBC من لندن، تبعها بإطلاق شبكة قنوات ART بعد ذلك بعدة سنوات وتوسع في حقوق البث التلفزيوني للدوريات والبطولات الرياضية واستثمر الكثير في هذا المجال.
ومن أهم إسهاماته في صناعة الإعلام إطلاق قناة إقرأ التي تبث حول العالم بثلاث لغات لنشر قيم الإسلام الوسطي، كما شارك بفعالية في مجالس ادارة الصحف السعودية ومختلف وسائل الاعلام وقدم الدعم لها لتقوم برسالتها الاعلامية على أكمل وجه.
يمتلك الشيخ صالح كامل علاقات وثيقة مع مختلف قادة ورؤساء العالم من خلال أعماله ومشاريعه وحسن التزامه حيث حاز على ثقة العديد من الزعماء في تنفيذ مشاريع وطنية كبرى وتم تكريمه بأوسمة من الدرجة الأولى.
ومن ناحية ثانية يعتبر الشيخ صالح كامل هو رائد الاقتصاد الإسلامي حيث عمل على تطوير أدواته وافتتح العديد من البنوك الإسلامية في مختلف دول العالم وأطلق ندوة البركة للاقتصاد الاسلامي التي تعقد سنويا منذ ما يزيد عن أربعين عاماً.
وفي المجال العقاري فقد أسس درة العروس بمدينة جدة والتي تعتبر من المشاريع العقارية الرائدة على مستوى المنطقة وساهم في تأسيس طريق الملك عبد العزيز بمكة المكرمة وهو الطريق المحوري الذي يصل مباشرة إلى قلب مكة المكرمة من مدخلها الغربي ويضم على جانبيه المشاريع السكنية ومنشآت الضيافة وخطوط المواصلات والقطارات التي تخدم الحجاج والزوار.
وللشيخ صالح كامل مساهمات إنسانية وخيرية واسعة من خلال مؤسسة صالح عبد الله كامل الإنسانية ومؤسسة إقرأ الإنسانية والتي حافظت على إرثه الممتد في البذل والعطاء لإكمال رسالته في إعمار الأرض وإحياء المجتمعات وتعليم وتشغيل الآلاف في المملكة وحول العالم.